December 25, 2006 - بواسطة مشرف
وتستمر إرادة الخير
وانتصرت إرادة الخير واستمرت. وارتفع لواء فريضة الزكاة.. وبلغت نسبة زيادة إيراد صندوق الزكاة في لبنان زهاء 60% عن العام الرمضاني السابق، فقد أثبت أهل الخير أنهم على قدر المسؤولية والسباقين دائماً لأداء ما فرض الله عليهم، بعد أن أطلق الصندوق نداءً في نشرة الزكاة العدد 17 رمضان 1427هـ «أن للزكاة رب يحميها» فرغم الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الخانقة، ورغم أن آثار العدوان الإسرائيلي الغاشم ما زالت ترخى بظلالها على الأفراد والمؤسسات، ورغم ازدياد عدد الفقراء والمساكين والمحتاجين وازدياد نسبة البطالة بشكل مخيف، أكّد أهل اليسر الالتزام بشرع الله وتطبيق أحكامه من خلال أداء ما افترض الله عليهم في أموالهم.
أطلقنا النداء وقلنا أن البعض يعتقد أن حصيلة الزكاة ستتأثر بالعوامل السالفة الذكر وأن مؤسسات الخير ستتأثر سلباً في هذه الظروف، إلا أننا أكدنا كما نؤكد دائماً أن للزكاة رب يحميها، وأن الله الذي أعطى المال وعد منفقه بازدياده ونمائه وتحصينه، وأن الزكاة سبب في استدرار الرزق ودفع البلاء والنقم والأمراض، ونزول الرحمة من الله عزّ وجلّ.
نداؤنا وجد الأذن الصاغية لدى أهل الخير، فلبوا النداء وقاموا بواجبهم الزكوي تجاه مؤسستهم الأم، المرجعية: «صندوق الزكاة» ورفدوها بكريم عطائهم وزكواتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم النقدية والعينية، حتى كادت الحصيلة أن تتضاعف، ويتضاعف معها عدد المزكين الجدد إضافة للمزكين الدائمين جزاهم الله كل خير، وأخلف عليهم أضعافاً مضاعفة. مما انعكس إيجاباً على أهل الفقر والحاجة من أرامل وأيتام ومعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والعجزة والأسر المتعففة، حيث قام الصندوق بزيادة مبلغ000 ,000,500 ل.ل. (خمسمئة مليون ليرة) على مخصصات الصرف الدائم، مع رفع سقف المساعدات المالية الأولية الطارئة (استشفائية، اجتماعية) بنسبة 50%، وقرر زيادة عدد مستفيدي الصرف الدائم نحو 35%، مما يدل على أن زيادة المداخيل ستساهم مساهمة فاعلة في زيادة مخصصات المحتاجين، وتزيد من تفعيل المشاريع والبرامج التي تستهدفهم.
إن رهاننا بأن الأوضاع مهما تغيّرت أو تبدّلت لن تؤثر على من ملأ الله قلوبهم رأفة ورحمة وإيماناً ويقيناً والتزاماً بشرعه وفرائضه، رهان صائب، فأهل الخير بركة وخير، وأهل الإيمان والالتزام سيبقون أهل الإيمان والالتزام رغم كل التحديات والمصاعب.
إنهم لم يشدّوا أحزمتهم من جراء الحالة الصعبة التي نعيشها.. بل مدّوا أيديهم بالخير والزكاة، هدفهم مرضاة الله عزّ وجلّ، وخدمة دينه، وتنفيذ أوامره، فالزكاة فريضة، وأداؤها واجب، بغض النظر عن الظروف والأحوال.
وختاماً: فإن صندوق الزكاة في لبنان الذي يتبع المرجعية الإسلامية دار الفتوى، يشكر كل من أدَّى زكاته وصدقاته إليه، ويؤكد له أن زكاته أمانة سيؤديها لمستحقيها بكل دقة وأمانة، وسيبقى على العهد والوعد، عهد بأنه سيظل الملاذ الآمن والحضن الدافئ للشرائح الاجتماعية المعدمة، ووعد بمتابعة مسيرة الخير والعطاء والتنمية.
المدير العام الشيخ زهير كبي